في أول بيان لها على التلفزيون الرسمي، أعلنت المعارضة السورية، الأحد، “تحرير مدينة دمشق وإسقاط بشار الأسد”.

وأعلنت المعارضة في البيان إطلاق سراح جميع المعتقلين.

والبيان هو الأول للمعارضة، منذ دخول الفصائل المسلحة دمشق، بعد سيطرتها على المدن السورية الكبرى واحدة تلو الأخرى، ومغادرة الأسد خارج البلاد.

وكانت الفصائل المسلحة سيطرت على مبنى الإذاعة والتلفزيون في ساحة الأمويين بدمشق، الأحد، بينما تستعد لإلقاء أول بيان لها.

وأعلنت الفصائل بدء “عهد جديد” في سوريا متحدثة عن انتهاء حقبة سوداء في تاريخ البلد.

ووجه قائد الفصائل المسلحة أحمد الشرع، الملقب بالجولاني فجر اليوم الأحد نداء جاء فيه: “إلى كافة القوات العسكرية في مدينة دمشق، يمنع منعاً باتاً الاقتراب من المؤسسات العامة، والتي ستظل تحت إشراف رئيس الوزراء السابق حتى يتم تسليمها رسمياً، كما يمنع إطلاق الرصاص في الهواء”.

وقال رئيس الحكومة السورية محمد غازي الجلالي إنه مستعد “للتعاون” مع “أية قيادة يختارها الشعب السوري” بحيث يتم تقديم كافة التسهيلات الممكنة لها ونقل الملفات الحكومية المختلفة بشكل سلس ومنهجي “بما يحفظ مرافق الدولة” وذلك تزامنا مع بدء دخول فصائل معارضة مسلحة العاصمة (دمشق) وسيطرتها عليها.

وذكر الجلالي في كلمة مسجلة بثتها وسائل الإعلام فجر اليوم الأحد أنه “في هذه الساعات التي يشعر فيها الناس بالقلق والخوف رغم أنهم جميعا حريصون على هذا البلد وعلى مؤسساته ومرافقه فإننا وحرصا على المرافق العامة للدولة .. نمد يدنا إلى كل مواطن سوري حريص على مقدرات هذا البلد وذلك للحفاظ على مقدراته”.

وأهاب بالسوريين جميعا “عدم المساس” بأية أملاك عامة مؤكدا أنه باق في منزله ولا ينوي مغادرته “إلا بصورة سلمية” بحيث يضمن “استمرار عمل المؤسسات العامة ومرافق الدولة”.

ودعا الجميع إلى التفكير “بعقلانية” مضيفا “أننا نمد يدنا حتى للمعارضين الذين مدوا يدهم وأكدوا أنهم لن يتعرضوا لأي إنسان ينتمي إلى هذا الوطن السوري”.

وأعرب عن تمنياته بزمن وعهد جديدين في سوريا يسودهما “التسامح” و”الاطمئنان” و”الرغبة في البناء” مؤكدا أن “المهم الآن في هذه المرحلة الحفاظ على هذا الوطن .. والنسيج السوري الواحد”.

وجاءت كلمة الجلالي المسجلة في ظل تطورات متسارعة تشهدها سوريا منذ أيام بدأت باشتباكات بين فصائل معارضة والقوات الحكومية سيطر على إثرها مسلحو هذه الفصائل على عدد من المناطق في الشمال لا سيما في (حماة) و(إدلب) و(حلب).

وأعلنت فصائل مسلحة في وقت مبكر من اليوم سيطرتها على مدينة (حمص) الاستراتيجية قبل أن تبدأ دخول العاصمة (دمشق) والسيطرة عليها.

وكان رئيس الوزراء السوري محمد غازي الجلالي قد دعا جميع السوريين للحفاظ على الأملاك العامة للدولة لأنها ملك لجميع السوريين.

وأهاب الجلالي في كلمة عبر مواقع التواصل الاجتماعي “بالمواطنين جميعاً عدم المساس بأي أملاك عامة لأنها في النهاية هي أملاكهم”..متمنياً “على الجميع أن يفكروا بعقلانية في وطنهم وأننا نمد يدنا حتى للمعارضين الذين مدوا يدهم وأنهم تعهدوا بأنهم لن يمدوا يدهم إلى أي إنسان ينتمي إلى هذا الوطن السوري”، حسب قوله.

وقالت المعارضة السورية المسلحة إن الشعب السوري الحر أسقط بشار الأسد، وذلك بعد دخول المعارضة إلى العاصمة وسيطرتها على مقر الإذاعة والتلفزيون الرسمي، وتأكيدها أن ضباط وعناصر النظام انسحبوا من مقر وقيادة الأركان في دمشق، في حين بدأت مآذن وجوامع دمشق تصدح بالتكبيرات والتهليلات.

وأوضحت رويترز أن مصدرها ضابطان كبيران بالجيش السوري أكدا لها أنه غادر على متن طائرة إلى وجهة لم يتم الكشف عنها.

وبدأت ليلة السبت الأحد بتطور مثير، إذ نجحت المعارضة في السيطرة على مدينة حمص ثالث كبرى المدن السورية، لتلحق بمدينتي حلب وحماة اللتين سيطرت عليهما المعارضة في وقت سابق، إضافة إلى سيطرتها على كامل محافظة إدلب.

على جانب آخر تنفس المعتقلون في مبنى الأمن السياسي «أمن الدولة» في كفر سوسة بالعاصمة السورية دمشق نسائم الحرية بعدما بادرت الفصائل المسلحة بإطلاق سراحهم وإخراجهم من أحد المباني التي كانت تشكل رعبا لدى المواطنين السوريين كما غيرها من المباني التابعة لأجهزة المخابرات والأمن المنتشرة في مختلف المحافظات السورية.

وقال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب اليوم الأحد، إن الرئيس السوري بشار الأسد “فرّ من بلاده” بعدما فقد دعم حليفته روسيا.

وقال عبر منصته للتواصل الاجتماعي تروث سوشال، إن “الأسد رحل” مضيفا “إن حاميته، روسيا، روسيا، روسيا التي يرأسها فلاديمير بوتين، لم تعد تكترث لحمايته بعد الآن”.