كونا — قال سمو الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء “إننا نتفق جميعا على أن جدوى النهج الديمقراطي لا تتحقق إلا بوحدة أبناء الكويت على كلمة سواء ورؤية جامعة وحرص صادق على العمل المشترك في مواجهة الأخطار والتحديات التي تحيط ببلدنا وتهدد أمنه واستقراره ورخاءه.

وأكد سمو رئيس مجلس الوزراء في الخطاب الأميري الذي ألقاه في انطلاق دور الانعقاد العادي الأول من الفصل التشريعي السابع عشر لمجلس الأمة الذي افتتحه سمو نائب الأمير وولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح اليوم الثلاثاء أن سلامة تطبيق أحكام الدستور نصا وروحا تعتبر السياج المنيع الذي يصون الحياة الدستورية من العواصف التي تعكر صفوها وتعوق مسيرتها.

وأضاف سموه “أن العدالة وسيادة القانون والجدية في تطبيقه على الجميع دون استثناء وتكافؤ الفرص أمام كافة المواطنين ومحاربة الفساد والقضاء عليه من منابعه والمحافظة على المال العام وترسيخ دولة المؤسسات ركائز أساسية تحرص الحكومة على احترامها والعمل على تحقيقها”.

وفيما يلي نص الخطاب الأميري: “بسم الله الرحمن الرحيم (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) الأخ رئيس مجلس الأمة الموقر الأخوات والإخوة الأعضاء المحترمين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله العلي القدير نشكره سبحانه على نعمه وخيره الوفير ونسأله تعالى الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد وأن يلهمنا جميعا الرأي السديد والعمل الأصلح لوطننا الغالي والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

ويسعدني ونحن نحتفل في هذا اليوم المبارك بافتتاح الدور العادي الأول من الفصل التشريعي السابع عشر لمجلس الأمة أن أتقدم بأطيب التمنيات إلى الشعب الكويتي الكريم الذي لبى الدعوة إلى إعادة تصحيح مسار المشهد السياسي واختيار من يمثله بإرادة حرة حقيقية ووفق تطلعاته الوطنية في غد مشرق وواعد وأتوجه إليكم بأحر التهاني والتبريكات على اختيار الشعب لكم ممثلين له في مجلس الأمة وبذلك أسندت إليكم أمانة ثقيلة راجيا من المولى القدير العزيز أن يوفق خطانا جميعا لما فيه خدمة الكويت الحبيبة وتعزيز أمنها واستقرارها ورفعة شأنها وازدهارها.

ولا يفوتني في هذا المقام أن أعبر عن الاعتزاز والفخر بأجواء الحرية والديمقراطية التي جرت فيها الانتخابات وكانت محل إعجاب وتقدير على كافة المستويات محليا وعالميا بما يعكس الوجه الحضاري المعهود لوطننا الغالي ويجسد مبدأ الشورى وروح المودة والتآلف والإخاء التي جبل عليها مجتمعنا الأصيل ويؤكد رسوخ النهج الديمقراطي في ضمير الشعب الكويتي الكريم وحرصه على ممارسة حقوقه السياسية التي كفلها له الدستور.

الأخ رئيس مجلس الأمة الموقر الأخوات والإخوة أعضاء مجلس الأمة المحترمين أنعم الله على وطننا بالخير الوفير وبفضله سبحانه حرص أبناؤه بحسن تعاونهم على ترسيخ الممارسة البرلمانية وفق النهج الديمقراطي تأصيلا وتجذيرا لمبادئ الشورى التي توارثناها ولا شك أننا نتفق جميعا على أن جدوى هذا النهج الديمقراطي لا تتحقق إلا بوحدة أبناء الكويت على كلمة سواء ورؤية جامعة وحرص صادق على العمل المشترك في مواجهة الأخطار والتحديات التي تحيط ببلدنا وتهدد أمنه واستقراره ورخاءه مؤمنين بأن سلامة تطبيق أحكام الدستور نصا وروحا تعد السياج المنيع الذي يصون الحياة الدستورية من العواصف التي تعكر صفوها وتعيق مسيرتها.

الأخوات والأخوة الأعضاء المحترمين أجد لزاما في افتتاح هذا الفصل التشريعي الجديد التأكيد على ثوابت مسيرتنا الوطنية وأهمها الالتزام بأحكام الدستور وما نصت عليه من حريات وحقوق وواجبات وما فصلته من تنظيم متوازن للسلطات يحفظ استقلال كل منها وفي ذات الوقت تعاونها فيما بينها كما أن العدالة وسيادة القانون والجدية في تطبيقه على الجميع دون استثناء وتكافؤ الفرص أمام كافة المواطنين ومحاربة الفساد والقضاء عليه من منابعه والمحافظة على المال العام وترسيخ دولة المؤسسات ركائز أساسية تحرص الحكومة على احترامها والعمل على تحقيقها.

كما أن الحرص الصادق على التعاون الإيجابي بين الحكومة ومجلسكم الموقر في إطار أحكام الدستور واللائحة الداخلية لمجلس الأمة لا يعد ترفا وإنما هو أمر واجب لتمكين مجلسكم من القيام بدوره التشريعي والرقابي وتحقيق الإنجاز المنشود عضيدا للحكومة وشريكا كاملا في حمل مسؤولية العمل الوطني فقد احتلت الكويت الموقع المتميز اللائق بها وبقدراتها وإمكاناتها وأن الجميع مجلسا وحكومة مشتركان ومسؤولان عن إعلاء شأن وطننا العزيز وتحقيق الحياة الطيبة الكريمة للشعب الوفي وقد أولاكم أهل الكويت ثقتهم واختاروكم لتمثيلهم في إدارة شئون البلاد بالمساهمة بالرأي والفكر والمقترحات الخلاقة لتحقيق آمالهم وطموحاتهم في مزيد من الرخاء والازدهار لذلك وجب أن تكون مصلحة الوطن وسلامته وأمنه وازدهاره هي رأس الأمر وغايته ولا مجال للخلاف والانقسام وتشتت الرأي فإن الأمل معقود على تضافر السلطتين التشريعية والتنفيذية في العمل جبهة واحدة متكاتفة متراصة لمواجهة الأحداث والمتغيرات واضعين نصب أعينهم مصلحة الكويت العليا.

وإني على يقين من أن الرسالة الواضحة التي تضمنتها الانتخابات التي حملتكم إلى مجلس الأمة والتي أعلن فيها أهل الكويت الأوفياء رفضهم للتوتر والتأزم بين السلطتين التشريعية والتنفيذية ووضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار تشكل دعوة صادقة للعمل الجاد للتصدي للأخطار والتحديات وللإسراع في تحقيق الإصلاح الشامل في كافة مناحي الحياة.