كونا:
ترأس وزير الخارجية الشيخ سالم عبدالله الجابر الصباح وفد دولة الكويت المشارك في مؤتمر القدس 2023 تحت عنوان (صمود وتنمية) الذي دعا إليه رئيس دولة فلسطين محمود عباس بمشاركة الملك الأردني عبدالله الثاني والرئيس المصري المشير عبدالفتاح السيسي وأمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط والذي تنعقد أعماله اليوم الأحد في مقر جامعة الدول العربية بمدينة القاهرة.
وألقى وزير الخارجية كلمة بهذا المؤتمر جاء نصها على النحو التالي: “بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين معالي الأخ الدكتور رياض المالكي وزير الخارجية وشؤون المغتربين في دولة فلسطين معالي الأخ أحمد أبو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية أصحاب السمو والمعالي وزراء خارجية الدول العربية أصحاب السعادة السيدات والسادة الحضور الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بداية أود أن أعرب عن تعاطفنا وتضامننا مع ضحايا الزلزال المدمر الذي وقع شمال ووسط الجمهورية العربية السورية وجنوب الجمهورية التركية معبرين عن خالص التعازي والمواساة الى أسر الضحايا في هذه الكارثة الأليمة وتمنياتنا للمصابين بالشفاء العاجل.
كما أتقدم بجزيل الشكر والتقدير لمعالي السيد الدكتور رياض المالكي وزير الخارجية وشؤون المغتربين في دولة فلسطين الشقيقة على الجهود المقدرة التي بذلت لاتمام هذا الاجتماع الهام والشكر موصول كذلك للجهود المبذولة من معالي الأمين العام السيد أحمد أبو الغيط ولجهاز الأمانة العامة وموظفيها على الاعداد والتنسيق الجيد لهذا المؤتمر الهام لدعم وحماية القدس من خلال مساراته الثلاثة السياسي والقانوني والتنموي وتحقيق أهداف العمل العربي المشترك في دعم القضايا العربية وعلى سلم أولوياته قضية العرب الأولى والمركزية القضية الفلسطينية العادلة وبشكل خاص تعزيز صمود المقدسيين متطلعين في هذا الصدد إلى نجاح أعمال مؤتمرنا والخروج بالنتائج المنشودة حماية لمدينة القدس من الممارسات الأحادية غير القانونية التي تمارسها قوات الاحتلال الاسرائيلي ومحاولات طمس هويتها.
أصحاب السمو والمعالي وزراء خارجية الدول العربية تابعت دولة الكويت بقلق واهتمام بالغين خلال الفترة القريبة الماضية الأحداث المؤسفة والعدوان الوحشي الذي شرعت به قوات الاحتلال الإسرائيلي على مدينة جنين والذي أسفر عن استشهاد وإصابة عدد من الأبرياء العزل وما سبقه من انتهاكات متكررة واقتحامات لباحات المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وإذ تعرب دولة الكويت عن إدانتها واستنكارها الشديدين لهذه الجرائم والاعتداءات الوحشية والانتهاكات غير المبررة لتؤكد بذات الوقت على أن هذا العدوان يعد انتهاكا صارخا لقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي وتدعو المجتمع الدولي إلى التحرك السريع والفاعل لوقف هذه الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة وتوفير الحماية الكاملة للشعب الفلسطيني الشقيق.
كما تحذر دولة الكويت من مغبة هذه الانتهاكات التي تنذر بالمزيد من التصعيد والقضاء على أي افاق للسلام محملة سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة لتداعيات هذه الاعتداءات المتكررة.
ومن هذا المقام تعرب دولة الكويت قيادة وشعبا عن تضامنها وتعازيها الحارة لذوي الشهداء وتمنياتها بالشفاء العاجل للمصابين من أبناء الشعب الفلسطيني الشقيق.
أصحاب السمو والمعالي وزراء خارجية الدول العربية إن دولة الكويت كانت وما زالت وسوف تستمر إنطلاقا من إيمانها المطلق بشرعية القضية الفلسطينية وبحقوق الشعب الفلسطيني الشقيق بالتزامها الراسخ والثابت في دعم الحق العربي الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي والوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق ودعم خياراته وتأييدها لكافة الجهود الهادفة للوصول الى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية يضمن إنهاء الاحتلال وعودة اللاجئين وإقامة دولتها المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو 1967 وفق قرارات الشرعية الدولية وبمبادرة السلام العربية وحل الدولتين.
وفيما يتعلق بالوضع القانوني للقدس فإن دولة الكويت تعرب عن إدانتها لكل االإجراءات الأحادية التي تمارسها قوات الاحتلال الإسرائيلي والتي تمثل تهديدا ومساسا بالوضع التاريخي للقدس وللأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية وخاصة المحاولات الرامية لتغيير الوضع القانوني للمسجد الأقصى المبارك في مخالفة صريحة لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
كما تطالب إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال بوقف أي خطوات من شأنها تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى ومدينة القدس وتؤكد على دعمها لصمود الشعب الفلسطيني وقيادته ومؤسساته في الدفاع عن القدس الشرقية كعاصمة للدولة الفلسطينية وحماية هويتها العربية والإسلامية والمسيحية كما تثمن دور المملكة الأردنية الهاشمية في إطار وصايتها للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.
أصحاب السمو والمعالي وزراء خارجية الدول العربية إن اتخاذ قمة الجزائر القرار رقم 781 بشأن عقد هذا المؤتمر هو تأكيد على أهمية دعم وحماية مدينة القدس على جميع المستويات وربما يكون من أهمها الجانب التنموي لما يمثله ذلك من شريان للحياة لدعم صمود أهلها في مواجهة السياسات والممارسات الإسرائيلية العدوانية.
وفى هذا السياق تجدد دولة الكويت دعوتها للمؤسسات التنموية العربية والإسلامية والدولية في دعم الاقتصاد الفلسطيني ودعم القطاعات المقدسية سياسيا واقتصاديا وتنمويا بما فيها المجالات التعليمية والصحية والشبابية وقطاع المرأة حيث سيمثل ذلك رسالة هامة لأشقائنا الفلسطينيين بشكل عام والمقدسيين بشكل خاص نحو الهدف المنشود بتثبيت المقدسيين على أرضهم والخروج من إطار تقديم الخدمات التقليدية فقط إلى الإطار التنموي الاستراتيجي.
كما ندعو من هنا إلى استمرار دعم وكالة الأونروا للقيام بدورها الحيوي في تقديم الخدمات الصحية والتعليمية والغوثية للشعب الفلسطيني الشقيق.
وفى الختام نشكركم على حسن الاستماع وندعو الله عز وجل بأن تتكلل أعمال مؤتمرنا هذا النجاح والتوفيق.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.